سلفادور دالي (11 أيار / مايو 1904 – 23 كانون الثاني / يناير 1989 ) هو رسام إسباني من اكبر فناني القرن العشرين، تميزت رسوماته بالسريالية فأذهلت من شاهدها بسبب مهاراته الفنية والاشكال والمواضيع الغريبة التي قدمها.



نشأة سلفادور دالي وبداياته

ولد سلفادور دالي في مقاطعة كاتالونيا الاسبانية بالقرب من الحدود مع فرنسا، أطلق عليه اسم شقيق له كان قد توفي قبل ثلاث سنوات، وكان دالي يعتقد ان والده كان يرى فيه البديل لذلك الولد الذي غاب عن الوجود.
نشأ دالي ضمن عائلة ثرية، وفرت له كل مطالبه. نتيجة لذلك كان سلوكه طائشاً لكنه لفت النظر الى رسوماته في سن السابعة من العمر في المدرسة. تنبأ له اساتذته بمستقبل بارع وقاموا بحثّه على دخول اكاديمية الفنون الجميلة في مدريد. عند التحاقة بالاكاديمية كان دالي يتصرف كتلميذ نموذجي. يوم الاحد كان يمضي ساعات طويلة في متحف برادو في مدريد مسمراً امام لوحات كبار الرسامين الاسبان من أمثال فيلاسكيز وغويا. وعندما كان يعود الى الاكاديمية كان يقوم برسم لوحات تكعيبية للرسومات التي يشاهدها.

وفاة والدته

في 6 شباط / فبراير 1921 توفيت والدة سلفادور دالي بعد اصابتها بسرطان الرحم، كان دالي يبلغ من العمر 16 عامًا وقال لاحقًا إن وفاة والدته "كانت أعظم ضربة تعرضت لها في حياتي. لقد عبدتها ... لم أستطع الاستسلام لفقدان كائن كنت أعتمد عليه لأجعل عيوب روحي غير مرئية". بعد وفاة زوجته، تزوج والد دالي من أختها. لم يستاء دالي من هذا الزواج ، لأنه كان يتمتع بحب واحترام كبيرين لخالته.

انجذابه الى المدرسة الراديكالية

في عشرينات القرن الماضي، شهدت أوروبا تطوراً فنياً وفكرياً وبرزت مدرسة راديكالية في الآداب والفنون عرفت بحركة دادا السوريالية، كانت تسخر من كل القيم المعترف بها. انجذب دالي الى هذه المدرسة الفنية واحتل مركزاً مرموقاً ضمن هذه المجموعة وكان أعضاء المجموعة يمدحون بحماس لوحات سلفادور التكعيبية التي حوت أفكاره الغريبة.

خلال فترة دراسته اهتم دالي بمطالعة مؤلفات فلسفية مثل كتابات نيتشه، فولتير، كانت، وسبينوزا. وقد وجّه دالي اهتمامه الكامل إلى أعمال الفيلسوف ديكارت الذي استند إلى أفكاره في الرسم فيما بعد. وبعد أن تعرّف على كتابات نيتشه، وبعد انتهائه من قراءة كتاب هكذا تحدث زرادشت عمِد دالي إلى إطالة شاربه ليكون مثل شارب نيتشه، وظل دالي محتفظاً بهذا الشارب حتى نهاية حياته.


حياته الفنية

إتجه دالي نحو السريالية بعد تعرفه على الشاعر والطبيب النفسي الفرنسي أندريه بروتون، أما السريالية هي مذهب ادبي وفني اراد ان يتحلل من واقع الحياة الواعية، وزعم انه يجب تحرير النفس البشرية من مكبوتاتها وادخال هذه المضامين في الاعمال الفنية. تستمد السريالية مضامينها من الاحلام سواء في اليقظة أو المنام، ومن تداعي الخواطر الذي لا يخضع لمنطق السبب والنتيجة، وهكذا تُعتبر السريالية إتجاهاً يهدف إلى إبراز التناقض في حياتنا.
في عام 1931 ، رسم دالي أحد أشهر أعماله ، ثبات الذاكرة ، والذي طور صورة سريالية لساعات الجيب الناعمة والذوبان. التفسير العام للعمل هو أن الساعات اللينة هي رفض لافتراض أن الوقت جامد أو حتمي.
​​​​​بدأ دالي بتنظيم المعارض في باريس وفي الولايات المتحدة التي كانت تلاقي نجاحاً كبيراً من قبل النقاد الفنيين الذين كانوا يندهشون من دقة دالي واهتمامة بالتفاصيل الى درجة القول انه فنان ذات مزاج هندسي.
عام 1934 القى دالي محاضرة في متحف الفن المعاصر في نيويورك حيث اخبر الحاضرين ان "الفرق الوحيد بيني وبين رجل مجنون هو أنني لست مجنوناً".


لوحة الفيلة


ميل دالي إلى إستخدام الحيوانات كرمز في لوحاته ومن أشهر الحيوانات التي إستخدمها الفيل. قام دالي برسم لوحة الفيلة عام 1943 واللوحة عبارة عن صحراء واسعة خالية في مشهد غروب دامي للشمس ويوجد فيل في أقصى اليمين وفيل في أقصى اليسار وهى ذات أقدام طويلة جدا ورقيقة جدا وهى أقرب إلى سيقان العناكب ويسيران تجاه بعضهم البعض.

لوحة القديس انطوني يقاوم الاغراءات


أنهى سلفادور دالي رسم هذه اللوحة عام 1946وهي موجودة في بلجيكا حيث إحتفظت بها المتاحف الملكية للفنون الجميلة وتقوم بعرضها للجمهور. صور دالي جزء من قصة القديس أنطوني الذي عرف عنه حبه للصلاة والعبادة والزهد في أمور الدنيا فصور صراعه و تصديه لإغراءات الشيطان وقد ظهر القديس أنطوني عاريا مما يدل على ضعفه و ممسكا بصليب في يده ليمده بقوة الإيمان التي وحدها تقضي على الفتن مما يدل على تمسكه بإيمانه وبأخلاقه محتميا بها ، هذا وقد جاءت الإغراءات على هيئة حيوانات حاملة فوق ظهورها الفتن و دائما ما يستخدم دالي الحيوانات كرمز وصور هذا المشهد وسط صحراء واسعة فسيحة وغيوم سوداء تغطي السماء.

​​​​​​​دالي وحياته الشخصية


عام 1929 التقى دالي خلال شهر آب / أغسطس 1929 بملهمته مدى الحياة وزوجته المستقبلية غالا، إيلينا إيفانوفنا دياكونوفا كانت مهاجرة روسية تكبره بعشر سنوات ، وكانت في ذلك الوقت متزوجة من الشاعر السريالي بول إيلوار.
رفض والد دالي بشدة علاقة ابنه الرومانسية مع غالا وباتت علاقتهما على وشك الانهيار، خصوصاً ان والده كان يرى ان علاقته بالسرياليين كان لها تأثير سيء على اخلاقه.
دالي وغالا ، اللذان عاشا معًا منذ عام 1929 ، تزوجا مدنيًا في 30 كانون الثاني / يناير 1934 في باريس. وتزوجا في وقت لاحق كنسياً في 8 آب / أغسطس 1958. بالإضافة إلى إلهامها العديد من اعماله الفنية طوال حياتها ، عملت غالا كمديرة أعمال دالي ، ودعمت أسلوب حياتها الباهظ. يبدو أن غالا ، التي انخرطت في علاقات مع رجال آخرين، كانت تسامح بما يخص علاقات دالي مع فنانات أصغر سناً ، مطمئنة الى موقعها الاساسي في حياته.



​​​​​​​